تنظيم مصارف أعمال الخير مسألة على قدر بالغ من الأهمية، فكلنا نسمع ونردد قصة عمر بن عبد العزيز وكيف أن منادي الزكاة كان يطوف بها فلا يجد محتاجا يطلبها، ونستخلص منها غالبا أن الدولة بلغت حدا فائقا من الثراء، بينما تكمن المعجزة في التنظيم، في العدل الذي هو وضع كل شيء في محله، هكذا استطاع عمر أن يصل بأمة الإسلام إلى أوج غناها المادي والروحي ممتزجين، فقد بلغت الأمة ثراء ماديا فاحشا في قرون عديدة، لكنها ضجت بصرخات الفقراء والمعدمين والذين يموتون جوعا ومرضا وفقرا، فكانت زاهية المظهر خاوية الجوهر، وهذا ما جعلها تسقط مرارا، ولا يحييها إلا العدل في كل مرة. ولا يمكن أن نقارن الثروات المادية التي حظيت بها الدول قديما بالثراء الذي وفرته الاكتشافات الحديثة، من البترول والمعادن وتقنيات استخراجها وتصنيعها، كما أننا لا نشكو من قلة فاعلي الخير، فهم كثر بحمد الله، وفريضة الزكاة تجبر من يشح منهم على السماحة بما لديه من نعمة. إننا نفتقد فقط تنظيم تلك الأعمال بحيث تصل إلى مستحقيها، ولعل من أفضل طرق التنظيم الجمعيات الخيرية، التي تشرف وتنسق توثيق الحالات المحتاجة، وتتأكد منها، وعلى رأسها مؤسسة الضمان الاجتماعي، وهناك اقتراح بتعميم جمعيات التموين على المدن والقرى، وهي جمعيات توزع المؤن بأسعار مخفضة، فهي مناسبة لأصحاب الدخل المحدود، وتعينهم على مواجهة صعوبات الحياة، وتعمل بواسطة بطاقات تثبت انخفاض مستوى دخل المواطن بالنسبة إلى احتياجاته. لكن الإطار الذي يضم كل الوسائل لتنظيم أعمال الخير يكمن في روح المتبرع، فعليه أن يقصد وجه الله خالصا، وأن يكون تبرعه عن مشاهدة ومتابعة للمحتاجين، ينتج عنها إحساس بهم، ومن ثم سيحرص على وضع تبرعه في مكانه الصحيح، هذه هي آليات التطوع التي بلغت بالأمة في غضون سنتين ما بلغت في عهد عمر بن عبد العزيز.
وقد وصلتني على الإيميل رسالتان، تمثلان نوعين من عمل الخير، أحيلهما للقراء لتعم الفائدة بإذن الله، وليكونا مثالا نناقش عبره جانبا من جوانب العمل الخيري، وجاء في الرسالة الاولى: “في الآونة الأخيرة وصل للكثير منا الإيميل التالي: “شخص دفع تكاليف ستين عملية كلى في مستشفى سعودي، وحتى الآن لم يتسلم المستشفى إلا أربع حالات، فإن كنت تعرف أي مصاب بالفشل الكلوي غير قادر على تكاليف العملية فدعه يتصل على الرقم التالي :مستشفى سعد التخصصي _الدمام هاتف: 009663826666 تحويلة، 4143 من فضلك انشر الرسالة فقد تنقذ حياة مريض، وتذكر دائما أن الدال على الخير كفاعله.إذا لم تكن تعرف أحدا محتاجا إرسلها لغيرك. واتصلت بنفسي و تأكدت من الخبر وقيل لي: إن صاحب المستشفى تبرع لعلاج مرضى القلب و الكلى و أن التبرع مفتوح بدون زمن معين و استقبال الحالات مستمر للآن، علما بأن الرقم الموجود في الأعلى ناقص وهو كالتالي:?0096638826666 و اطلب التحويلة صفر واشرح حالتك وهم سيقومون بتحويلك للجنة الخيرية في المستشفى». وأنا هنا أترك الرقمين لمن يريد التأكد من الخبر، من المستفيدين. وكذلك الرسالة التالية: «انا على استعداد تام لتوظيف اي معاق حركيا، الوظيفة : في المبيعات الثابتة، المكان : الرياض، المزايا المالية : مرتب لا يقل عن 3000 ريال، بدل سكن 3 رواتب في السنة، بدل نقل، تأمين طبي، الدوام مخفف من 8 ساعات الى 5 ساعات يوميا، عطل اسبوعية واعياد سنوية. للمراسلة info@movnew.com.sa للاتصال 0567333312».
أسعدتني هاتان الرسالتان جدا، وتمنيت لو أستطيع إيصالهما لكل محتاج، وأسعدني أن يكون من أبناء هذا الوطن من يحقق المواطنة في إطارها الديني السليم، “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء”. وهي ليست صورة نادرة ولا شاذة على مجتمعنا المسلم، لكن أولاهما تنقل صورة غير عملية لأعمال الخير، فالتبرع بعمل محدد والإصرار عليه حتى مع عدم وضوح الحاجة إليه، بل مع رجحان ذلك، هو هدر لهذا العمل، فالأفضل في مثل هذا الوضع ألا يتم حصر مصارف الخير بهذه الآلية المنغلقة. وقد سألت صديقة لي من أهل المنطقة، فأكدت لي أن ذلك التبرع لا يشمل سوى عمليات الفشل الكلوي الكامل، ولا يقبل أمراض الكلى على اختلافها، وفي هذا تضييق لا مبرر له لمصارف خير واسعة، والدليل أن العدد المطلوب لم تتم تغطيته بالشكل المقنع. أما الثانية من الرسالتين فتفتح بابا جديدا لنوع من العمل الخيري طويل المدى، فالمتبرع يعرض مهنة، فيستفيد هو، ويفيد سواه من محتاجي العمل، وهي فئة تعاني الأمرين، فهم أحوج الناس إلى العمل، لإصاباتهم التي تحتاج لعلاج وعناية مكلفة، وهم أقل الناس فرصا في الحصول عليه للسبب نفسه. وهذان نموذجان فقط لما يصلنا كل يوم من الرسائل التي تنشر أخبار المتبرعين، الذين لا يقصدون سوى وجه الرحمن، وبأمثال هؤلاء سيجيء اليوم الذي يدور فيه صاحب الصدقة فلا يجد من يطلبها بحول الله تعالى. اللهم آمين.
asma@alzahrani.com
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 103 مسافة ثم الرسالة
وقد وصلتني على الإيميل رسالتان، تمثلان نوعين من عمل الخير، أحيلهما للقراء لتعم الفائدة بإذن الله، وليكونا مثالا نناقش عبره جانبا من جوانب العمل الخيري، وجاء في الرسالة الاولى: “في الآونة الأخيرة وصل للكثير منا الإيميل التالي: “شخص دفع تكاليف ستين عملية كلى في مستشفى سعودي، وحتى الآن لم يتسلم المستشفى إلا أربع حالات، فإن كنت تعرف أي مصاب بالفشل الكلوي غير قادر على تكاليف العملية فدعه يتصل على الرقم التالي :مستشفى سعد التخصصي _الدمام هاتف: 009663826666 تحويلة، 4143 من فضلك انشر الرسالة فقد تنقذ حياة مريض، وتذكر دائما أن الدال على الخير كفاعله.إذا لم تكن تعرف أحدا محتاجا إرسلها لغيرك. واتصلت بنفسي و تأكدت من الخبر وقيل لي: إن صاحب المستشفى تبرع لعلاج مرضى القلب و الكلى و أن التبرع مفتوح بدون زمن معين و استقبال الحالات مستمر للآن، علما بأن الرقم الموجود في الأعلى ناقص وهو كالتالي:?0096638826666 و اطلب التحويلة صفر واشرح حالتك وهم سيقومون بتحويلك للجنة الخيرية في المستشفى». وأنا هنا أترك الرقمين لمن يريد التأكد من الخبر، من المستفيدين. وكذلك الرسالة التالية: «انا على استعداد تام لتوظيف اي معاق حركيا، الوظيفة : في المبيعات الثابتة، المكان : الرياض، المزايا المالية : مرتب لا يقل عن 3000 ريال، بدل سكن 3 رواتب في السنة، بدل نقل، تأمين طبي، الدوام مخفف من 8 ساعات الى 5 ساعات يوميا، عطل اسبوعية واعياد سنوية. للمراسلة info@movnew.com.sa للاتصال 0567333312».
أسعدتني هاتان الرسالتان جدا، وتمنيت لو أستطيع إيصالهما لكل محتاج، وأسعدني أن يكون من أبناء هذا الوطن من يحقق المواطنة في إطارها الديني السليم، “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء”. وهي ليست صورة نادرة ولا شاذة على مجتمعنا المسلم، لكن أولاهما تنقل صورة غير عملية لأعمال الخير، فالتبرع بعمل محدد والإصرار عليه حتى مع عدم وضوح الحاجة إليه، بل مع رجحان ذلك، هو هدر لهذا العمل، فالأفضل في مثل هذا الوضع ألا يتم حصر مصارف الخير بهذه الآلية المنغلقة. وقد سألت صديقة لي من أهل المنطقة، فأكدت لي أن ذلك التبرع لا يشمل سوى عمليات الفشل الكلوي الكامل، ولا يقبل أمراض الكلى على اختلافها، وفي هذا تضييق لا مبرر له لمصارف خير واسعة، والدليل أن العدد المطلوب لم تتم تغطيته بالشكل المقنع. أما الثانية من الرسالتين فتفتح بابا جديدا لنوع من العمل الخيري طويل المدى، فالمتبرع يعرض مهنة، فيستفيد هو، ويفيد سواه من محتاجي العمل، وهي فئة تعاني الأمرين، فهم أحوج الناس إلى العمل، لإصاباتهم التي تحتاج لعلاج وعناية مكلفة، وهم أقل الناس فرصا في الحصول عليه للسبب نفسه. وهذان نموذجان فقط لما يصلنا كل يوم من الرسائل التي تنشر أخبار المتبرعين، الذين لا يقصدون سوى وجه الرحمن، وبأمثال هؤلاء سيجيء اليوم الذي يدور فيه صاحب الصدقة فلا يجد من يطلبها بحول الله تعالى. اللهم آمين.
asma@alzahrani.com
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 103 مسافة ثم الرسالة